هو يجعلك صياداً
ذات يوم ذهب واعظ أمريكي ليعظ في إحدى القرى بمنطقة أوهايو فهبت عاصفة ثلجية شديدة و لما وصل إلي قاعة الاجتماع لم يجد سوي فرد واحد فوعظ عظته بكل حماس كما لو كان أمامه الألوف من المستمعين.
وبعد عشرين عاماً تقابل مع واعظ أخر مشهور و ربح الألوف من النفوس بعظاته المؤثرة.
و كانت المفاجأة أنع عرف أنه ذلك الشخص الوحيد الذي أستمع إلي عظته منذ عشرين عاماً.
لقد جذب هذا الواعظ بسنارته المستمع الوحيد لعظته أما المستمع فصار خادماً و جذب بشبكة وعظه الألوف من النفوس.
و حينما كان (سيسل دي ميل) مخرج الأفلام المسيحية المشهورة و المسيحي الفاضل ولداً صغيراً دخل إلي الكنيسة فوجدها خالية و كان هو المصلي الوحيد في الكنيسة.
فوجد أن الكاهن أخذ يصلي دون أي إسراع أو إهمال.
و حينما جاء وقت العظة ألقي العظة أمامه بكل تأثر و انفعال كما لو كانت الكنيسة مملوءة من السامعين.
و قد أعجب جداً بهذا الكاهن و تركت هذه الحادثة في نفسه أثراً عميقاً لا يمحي و كان سبب في تغيير مجري حياته بالكامل.
صديقي:
لا تجعل نفسك صياداً للناس بل الرب هو الذي يجعلك صياداً.
وهذا واضح من قوله لبطرس و أندراوس :" هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس." (مت 19:4) هو الذي يجعلك صياداً.
لا تعتمد علي ما لديك من ذكاء أو خبرة لتجعل نفسك صياداً بل هو الذي يجعلك.
لو جعلت نفسك صياداً للناس معتمداً علي ذاتك و قدراتك ستسهر الليل كله و لا تصطاد شيئاً و ستقول مع بطرس: "قد تعبنا الليل كله و لم نأخذ شيئاً." (لو5:5)
لا تجعل نفسك صياداً بل الرب هو الذي سيجعلك صياداً ماهراً. هو يأتي و يعلمك كيف تلقي شباكك في أعماق النفس البشرية لتجتذبها لمحبة المسيح سيقول لك:"أبعد إلي العمق و ألقوا شباككم للصيد."(لو4:5)
إن الرب هو الذي سيصطاد بك فهو الصياد الحقيقي الذي يعرف ما في داخل كل نفس بشرية و يعرف الوقت المناسب لصيدها. إن كل ما عليك هو أن تتكلم عن الله في كل مكان تذهب إليه و تلقي شباكك في البحار كما في الأنهار. ألق شباكك في بيتك وسط عائلتك وسط جيرانك و في وسط زملائك......
الخادم الحقيقي هو الذي في كل يوم يضيف داخله و بلا انقطاع ناراً إلي نار و حماساً إلي حماس و شوقاً إلي شوق و حباً إلي حب.