أهم المشاكل النفسيه التي يعاني منها الطفل
( خوف , أرق , توتر ) .
كل الدراسات والتجارب تؤكد وتشير الى ان الأطفال ايضاً، يصابون كالكبار تماماً بالأرق والاكتئاب النفسي والتوتر والخوف.
الكبار، وفي اسوأ الحالات، سرعان مايدركون الأسباب الكامنة وراء قلقهم واكتئابهم، وربما بالاعتماد على الآخرين او على انفسهم يسرعون لمعالجة العلل فيهم وبوسائل شتى.
اما الأمر عند الأطفال فمختلف تماماً، لأنهم، وببساطة لا يدركون او يستوعبون الأمر، وبالتالي، فالمطلوب منا نحن الكبار امران مهمان، فيما لو تعرض اطفالنا للأرق والاجهاد النفسي.. الأول معرفة الأسباب والثاني كيف يمكننا المساعدة.
لقد وجد ان هناك طفلاًً من بين كل ثلاثة اطفال يعاني من الإجهاد المرضي المصحوب بشعور بالدوران وألم في الصدر واصدار صفير اثناء التنفس.. ولكن من الصعب التفريق بين آلام الإجهاد والآلام الأخرى، فكيف تعرفين انه مجهد؟ اليك بعض التصرفات التي تشير الى ذلك.
الفترة الزمنية : اذا كان يومه سيئاً او انه يتصرف على هذا النحو لأسابيع.
السن المناسبة : من الطبيعي ان يبكي ابن السنتين ويتعلق بأمه عند استعدادها لمغادرة المنزل. ولكن من غير الطبيعي ان يفعل ذلك طفل في التاسعة من عمره.
المبالغة : هل تصرفه ينغص عليه حياته؟ فمثلاً، كل الاطفال يخافون من الوحوش والمخلوقات الغريبة، ولكن ليس لدرجة الخوف بشدة بحيث لا يستطيع هذا الطفل الخائف النوم!
المستوى الطبيعي لحساسيته: ماهو مقدار الاختلاف بين طبعه ورد فعله بالنسبة للمواقف الصعبة او الناس المزعجين؟
اذا كنت تعتقدين بظهور علامات الاجهاد والاكتئاب عليه، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا يستطيع الطفل التعبير عن مشاكله دائماً؟ اما لأنه يجد صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة او لعدم فهمه لمشاعره.. لذلك اليك هذا الدليل للأعراض والمسببات المحتملة والحلول لكل سن، وتذكري ان كل طفل معرض لهذه الأعراض في مراحل نموه.
تأكدي ما إذا كان يعاني من بعض هذه الأعراض لفترة طويلة (اكثر من اسبوعين)، واعلمي انه لا يمكنك القضاء على كل مصدر لإجهاده. ولا يجب ان تفعلي ذلك، لأنه عندما يتعلم التصرف مع الأشياء الصغيرة يكون مؤهلاًً للتعامل مع الاشياء الكبيرة التي سيواجهها في المستقبل. ولا تتوقعي حدوث المعجزات لأنه لا يوجد حل فوري للتخلص من الإجهاد، فهو يحتاج الى فترة ليتراكم، وكذلك يستغرق وقتاً للتخلص منه.
الأطفال الصغار حتى عمر سنتين
الأعراض : افراط في القلق والغضب ، فجأة يتلخبط نظام نومه ويرفض تناول طعامه.
المسببات المحتملة : ربما ان الطفل في هذه السن لا يستطيع الكلام، فيجب على الأم ان تكون منتبهة جداً لما يضايقه، فقد يكون السبب ابتعادك عنه لأجل العمل او غيره، او كثرة سفرك وزوجك للعمل ايضاً.
بشكل عام يكون الطفل معرضاً للاجهاد بسبب المرض او الانفصال عن والدته او اي تغيير كبير في روتين حياته اليومي، واعلمي ان مزاجك يؤثر في مدى وضوح مايحاول الطفل ايصاله اليك.
الحلول: يمكنك استخدام الألعاب لمساعدة طفلك على التخلص من قلق الانفصال عنك، قومي بإخفاء احدى لعبه وراء ظهرك ثم اكتشافها معاً، اما في حالة ذهابه للحضانة، فمن الأفضل ان ترسلي معه لعبته او بطانيته المفضلة.
في حالة تفاعله مع اجهادك حاولي تقليل ساعات عملك لتحصلي على فترة راحة بينما يكون طفلك تحت رعاية شخص موثوق فيه.
الأطفال من 2 الى 5 سنوات
الأعراض: فجأة يبدأ في استعمال المصاصة ثانية او يبلل سرواله من جديد، ويظهر عليه خوف مبالغ فيه، نوبات عصبية لا يستطيع السيطرة عليها او يظهر عليه سلوك عدواني، او قأقأة او يتصرف بسلبية، حيث ان كل تجربة يمر بها تنتهي بالدموع، ايضاً يبدي نشاطاً مفرطاً، وبعض العادات المزعجة مثل الغمز بعينيه والعبث بشعره مع اضطراب في نظام النوم والأكل عنده، وتدهور ثقته في نفسه.
الأسباب المحتملة : الطفل في هذه السن يكون في صراخ ليخطو أولى خطواته نحو الاستقلالية. مثل الذهاب الى الحضانة، واللعب بانسجام مع الأطفال الآخرين، كل هذه الأعمال مثيرة ومرهقة في نفس الوقت بالنسبة اليه.. والسؤال هنا: هل تبدأ نوباته العصبية قبل ذهابه الى الحضانة او قبل وقت النوم؟
توقعي ظهور علامات نافرة تعبر عن متاعبه الخفية هذه في مرحلة الانفصال لديه.. مثل بدء الذهاب الى الحمام بمفرده، او التحول من المهد الى السرير.. واحذري من جلوسه الطويل امام التليفزيون، وخصوصاً في اوقات قد يلمح خلالها مشاهدة عنيفة او عاطفية.
الحلول: الطفل في هذه السن يجد صعوبة في الإجابة عن سؤال واضح عن كيفية شعوره، مثل: هل انت حزين؟، وتأكدي بأنك لن تصلي إلى أكثر من لا او نعم.
من السهل عليه التعبير عن مشاعره عن طريق احدى لعبه، لذلك امسكي بلعبة مفضلة لديه، وقولي له دبدوب سيذهب الى الطبيب اليوم.. فبماذا يشعر؟
ان الاسلوب الجيد معه يساعده على التنفيس عن غضبه وضيقه، فعلميه بأن يلون بقوة وبسرعة او ان ينزل للقبو ليصرخ: ان انعزاله في غرفته للبكاء غير مجد مادمت لا تستطيعين الوصول الى معرفة سبب ضيقه او غضبه. وبما ان هناك كتباً تتعلق بجميع شؤون الطفل فإن قراءتها معه تساعده على فهم مشاعره.
وهو بحاجة الى وقت غير محدد للتفكير والتأمل.. فمن دون هذا الوقت يصبح الطفل قلقاً، ولا يشعر بالأمان، ولكن من المهم وضع حل لكل شيء فعندما يمر الطفل بوقت عصيب يشعر الوالدان بالذنب ويحاولان التغاضي عن بعض الأخطاء التي يرتكبها، مما يؤدي الى اطالة سلوكه وترسيخه.
الطفل الكبير 5-10 سنوات
الأعراض: يشعر بأوجاع وآلام لا مبرر لها، ويكون دائماً مشغول البال على نفسه، فهو متأكد من ان كل نزلة برد لديه مميتة، يرفض الذهاب للمدرسة او اللعب مع اصدقائه، يحاول ان يجيد عمل كل شيء ببراعة، ويشعر بقلق كبير، ولديه عادات مزعجة، خوف زائد عن اللزوم، وهناك مشاكل في النوم والأكل مع رؤية الكوابيس واعصابه غير مسيطر عليها، وتحصيله الدراسي منخفض.
الأسباب المحتملة : الموضوع هنا يتعلق بالمدرسة واصدقائه وانجازاته.
في هذه السن يدرك الطفل من هو الأذكى والأسرع، ويبدأ بنبذ الأطفال الذين هم أذكى منه، ولكن اي تغيير في البيت مثل طلاق والديه، او ولادة شقيق له، او موت احد حيواناته الأليفة، قد يؤدي الى حدوث الاجهاد لديه.
الحلول : اذا كنت لا تعرفين مايضايقه، اسأليه: فإذا لم يستجب بالسؤال المباشر، اطرحي عليه اسئلة غير مباشرة، حتى تصلي الى جواب مقنع، خذيه الى موقع طبيعي بعيدا عن اي فرد من افراد العائلة، او حتى في الطريق الى السوق حين لا يكون بصحبتكما احد وستعرفين منه مايقلقه.
يمكن كذلك ان تجدي العديد من المفاتيح من خلال رسومه وتخيلاته في اللعب. ومن باب الاحتياط اعرضيه على الطبيب للتأكد من ان الآلام والأوجاع التي يشكو منها ليست اعراضاً مرضية خطيرة.
علميه ان يستخدم خياله، ودعيه يمثل الموقف الذي يضايقه، وابحثا معاً عن الحلول. او دعيه يمارس الرياضة فهي طارد اكيد للاجهاد النفسي.
بقدر ما تستطيعين حاولي اخباره عن الأمور المزعجة بشكل مباشر. وفي حالة الوفاة.. الطلاق وما إلى ذلك.. اخبريه بمقدار مايستطيع التحمل، ولكن من دون كذب عليه، واذا اراد معرفة المزيد من التفاصيل، فسيطرح عليك الأسئلة.
واهم خطوة هي ان يعلم انك دائماً موجودة في حالة حاجته للكلام او للاستشارة في امور يريد معرفتها.
ولا تنسي بين الحين والآخر ان تطرحي على نفسك عدداً من الأسئلة، كمحاسبة لذاتك مثل: هل انا حساسة؟ عاطفية؟ هل اتوقع الافضل؟ هل يخاف ابني من ان اصرخ في وجهه اذا تحدث في امور معينة؟ وكيف اتعامل مع الاجهاد؟
وتذكري بأنك انت الباب الذي يدخل من خلاله طفلك الى هذا العالم الكبير.. وهو يحتاج الى ان يعرف ان هذا الباب سيكون مفتوحاً له دائماً.
منقوووووووووووووووول .