--------------------------------------------------------------------------------
عُرف الإسكندر الأكبر بذكائه الخارق وقدرته،
ففي السادسة عشرة من عمره كان نائبًا للملك (أبيه فيليب) في إدارته لمملكة مقدونية،
وفي الثامنة عشرة كان القائد الغالب صاحب الصيت العالمي،
وفي العشرين من عمره صار ملكًا.
جاء فيلونيكس التسالونيكي، الرجل المسئول عن "استابلات"
خيول الملك فيليب المقدوني يخبره بأن الفرس بيكيفالوسBucephalus متمرد وعنيف للغاية،
ولا يستطيع أحد قط أن يمتطيه، لذا قرر بيعه.
إذ سمع الإسكندر ذلك، وكان في سن المراهقة، قال لأبيه:
"سأذهب مع فيلونيكس لأرى هذا الفرس الجامح".
حاول والده أن يثنيه عن عزمه خوفًا عليه من الفرس، لكنه في لطفٍ قال له:
"لا تخف يا والدي، فإنه لكل عنف علة أو سبب، فإنني سأحاول أن أروضه".
قال الملك لابنه:
لست أظن أن لك خبرة فيلونيكس الذى قضى أغلب أيامه
يدرس ويمارس ترويض وتدريب الحيوانات، خاصة الخيل".
أجاب الإسكندر: "لم أتدرب على ترويض الخيل،
لكن اعطني فرصة لأتعرف على سبب جموح بيكيفالوس".
ذهب الصبي المراهق الاسكندر مع المدرب العظيم للخيل فيلونيكس إلى استبل الخيل،
وإذ ذهب المدرب ليمسك بالفرس ثار الفرس جدًا وصار الموقف خطيرًا.
أسرع الصبي نحو الفرس وأمسك بلجامه ثم غيَّر اتجاه رأسه
فصار الفرس هادئًا وامتطاه الإسكندر بسهولة وقاده،
ثم ذهب به إلى والده الذى هنأه على قدرته على ترويض الفرس في لحظات قليلة.
سأله الملك فيليب: "ماذا فعلت يا ابني؟"
أجاب الإسكندر: "إن الأمر بسيط للغاية،
لقد كان الفرس يرى ظله فيخاف منه،
فلما حوَّلت رأسه نحو الشمس صار ظله تحت قدميه فلم يخف بل صار هادئًا".
حقًا إن الملايين من البشر يخشون ظلالهم،
لكن إذ تتجه أنظارهم إلى شمس البرّ لا تصير لهم ظلال،
إذ تسقط الظلال تحت نفوسهم ويمتلئون ثقة ويقينًا في عناية اللَّه.
حقًا إن الذين يتبعون شمس البرّ لا يسيرون في الظلمة بل يصير لهم نور الحياة.
لنقترب إلى مسيحنا فتنهار الظلال تحت أقدامنا.
لنسمع صوت الرب:
"سيروا ما دام لكم النور لئلا يدركم الظلام...
ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور" يو35:12،36 .
+++
لتشرق يا شمس البرّ على نفسي،
فتسقط الظلال تحت قدمي.
لا أعود أخاف من ظلي،
بل اتكئ على صدرك المملوء حبًا وحنانًا.
اطمئن بين يديك يا ملجأي!
منقوله
للقمص تادرس يعقوب ملطى